Sunday, June 24, 2007

التعدد اللغوي و الثنائية اللغوية (2)؛/Mulltilinguisme et Diglossie(2)

سأبدأ الآن بشرح الاسباب التي ذكرتها سلفا و التي تجعل من الشعوب و الحكومات تسعى الى توحيد اللغة المتكلمة و سأبدأ
أ-بالأسباب الاقتصادية؛ ان فرض لغة معيارية يسهل ادارة البلاد ويسمح بمرور التكنولوجيا الجديدة في اسرع وقت ممكن؛ واهم شيء في هذا كله ان توحيد اللغة يسمح بتوحيد صفوف الامة و محي الفوارق الجهوية و العرقية و يضفي خاصية و قومية لهذه الامة تفرقها عن غيرها من الامم؛ لذاك لا نستغرب اهمية اللغة في كل الخطلبات القومية بدون استثناء؛ واعتبارها مصدر فخر بل وحتى مصدر قوة لا يتمتع بها غيرهم من الامم. المثال الامريكي يعطينا فكرة واضحة عن اهمية توحيد اللغة؛ فماذا كان سيؤول اليه الامرلو ان كل امريكي تمسك بلغته الاصلية ورفض التخلي عنها. في العالم العربي و رغم وجود لغة معيارية موحدة و هي الفصحى الا ان اغلب الانتاج العلمي ورغم قلته لا يكون بالعربية الفصحى و لكن بلغات اجنبية مختلفة؛ و تشكل الفرنسية في المغرب و الانقليزية في المشرق اهم مكونات الطيف اللغوي للساحة العلمية العربية؛ و هذا حسب رأي احد اهم عوائق التنمية و عامل من العوامل المعطلة للتعاون العربي-العربي في ميدان التكنولوجيا و العلوم
ب- الاسباب السياسية؛ اللغة و الامة
استعمال اللغة كعنصر هام لتحديد امة ما؛ خاصة بعد تراجع التعريف الاتني او العرقي بعد الحرب العالمية الثانية لذلك ليس غريبا ان يرتبط اسم الجنس باسم اللغة فالعرب هم من يتكلمون العربية والالمان هم من يتكلمون الالمانية و الصينيون هم من يتكلمون الصينية؛ و حتى بعد الاستعمار و تكلم شعوب للغات مستعمربها فان هذا الارتباط بقي فاعلا. لذلك سعت فرنسا مثلا في سياستها اللغوية الرسمية الى فرض اللغة الفرنسة لغة قومية هي الوحيدة الممثلة للامة الفرنسية رغم وجود حوالي 24 لغة في التراب الفرنسي حسب تقرير قدم لوزارة التربية الفرنسية سة 1999؛ لم تكتف بذلك بل حاربت كل ماهو انقلوفوني و منعت استخدام المفردات الانقليزية زاعمتا انها تسعى الى الحفاظ على اللغة و الهوية الفرنسية ويندرج قانون سنة 1975 في هذا الاطار
ج- الاسباب الوظيفية
يعتبر فرقسون ان اهم خاصية في وضع الثنائية هو تقسيم الادوار؛ لهجة تسمى راقية (ر) ولهجة تسمى دنيا (د)؛ كما هو الحال مثلا في تونس و كل البلاد العربية؛ فهناك اللهجة العامية التي يعتبرها اغلب الناس دون اللهجة الفصحى(للتذكير فقط ان الفصحى هي لهجة قريش)؛ تحديد الادوار يختلف حسب المكان و الزمان؛ فبينما يكتب اليوناني رسالة الى صديقه باللهجة(د) يكتبها السويسري باللهجة(ر)؛ لكل لهجة زمانها و مكانها ووضعيتها. كما يمكن ان تستعمل اللهجتين معا؛ ففي الجامعة التونسية مثلا كثيرا ما يقرأ التمرين او النص بالعربية الفصحى و لكن التفسير يتم بالدارجة. اللهجة(ر) هي لهجة برستيج. ان اغلب المتكلمين يذكر و باللهجة (د) ان فقط اللهجة(ر) ذات قيمة؛ اجمل ؛ ادق..الخ لذلك لا نستغرب كيف اثارت ترجمة الانجيل الى العامية في اليونان سنة 1930 الكثير من الاحتجاجات تماما كما حدث قبل ذلك مع مارتن لوتر عندما ترجم الانجيل الى العامية الالمانية؛ على اية حال اللهجة(د) هي اللغة التي يكلم بها الاطفال فهي اللغة الام بينما اللغة (ر) تدرس في المدرسة

No comments: